الأربعاء، 2 يوليو 2014

ما تعلمنا من سور القرآن.سورة النساء

٤)�� مما تعلمنا من سور القرآن

                (سورة النساء)

وأنت سائر على الصراط المستقيم ----->أنت تحتاج إلى قيمة هامة هي
أساس في استمرارية ثباتك على الصراط قيمة إنسانية أساسية في الإسلام
قيمة تحتاجها في كل ميادين حياتك
      
            إنها قيمة العدل

وسورة النساء عرضت آياتها أهمية العدل ومعيناته وأسبابه 
وقد افتتحت السورة بالتذكير بأصل خلقك يا إنسان فأصل الخلق واحد فلمَ الظلم إذاً
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ  ...))

و العدل  هو المقصود الأول من إرسال الله تعالى رُسُله، وإنزاله كتبه

وبالعدل قامت السموات والأرض

يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}

عرضت سورة النساء أهمية العدل مغطية ًكل جوانب الحياة 
/العدل مع اليتامى / مع النساء / مع المسلمين ومع غيرهم
العدل في الحكم
فقال تعالى: { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58].
العدل  في  البيوت وفي الأسر
العدل في الميراث والحقوق والنكاح والخلافات الأسرية
العدل  في  الجهاد
العدل في القتل
العدل مع النفس فإياك أن تبقى في أرض الكفر مادمت لا تستطيع أن تقيم دينك فيه   حتى أن الملائكة  تُبكِّت  الذي ظلم نفسه ولم يهاجر  
(...قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (97)

وكما أَمَرَ الإسلامُ بالعدل وحثَّ عليه 
حَرَّمَ الظلم أشدَّ التحريم  وحذر منه  سواء أكان ظُلْـم النفس أم ظُلْـم الآخرين، 

  وقد تكرر في السورة  لفظ الظلم والعدل ومرادفاتهما وأضدادهما إشارةً وصراحةً  أكثر من عشرين مرة

وقد حذرت السورة من الأخلاق السيئة فإن كل خلق سيء يندرج تحت الظلم وكان ذلك من خلال عرضها لجملة من الصفات السيئة وسوء عاقبة أصحابها
كالغش وأكل الأموال بالباطل والرياء والبخل وكتمان الحق وتحريف الكلم وشهادة الزور والشرك والطيرة وترويج الإشاعات والكذب  والشفاعة السيئة وغير ذلك من أنواع الظلم
ومن خلال عرضها وتحذيرها من صفات المنافقين وصفات اليهود

وبالمقابل فقد  حثت السورة على الأخلاق الحسنة والتي تندرج تحت العدل فقد حثت السورة على الإحسان إلى المجتمع قولاً وعملاً والعدل والإصلاح وإفشاء السلام والشفاعة الحسنة والتوبة والأمانة وغير ذلك من الأخلاق الحسنة  

فكانت سورة النساء مدرسةً عظيمةً في تطهير النفس من الأخلاق السيئة وبالتالي من الظلم فالإنسان بخلقه السيء يظلم نفسه وغيره
بل وقد يقع في أعظم الظلم وهو الشرك فيخرجه ذلك من الصراط المستقيم والعياذ بالله
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }
وقد تكرر ذكر ذلك  في موضعين من السورة نفسها

واعلم ان محرك  العدل هو التقوى
ومحرك التقوى الإحسان
فالعدل والإحسان متلازمان
فمن راقب الله  أحسن في أعماله  
وقد تكرر اسم الله العليم وكذلك الشهيد
وغيرها من الأسماء و الآيات التي  توقظ فيك مراقبة الله عز وجل
{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا }
    

فيا من تعلمت  سورة الفاتحة  وقد دعوت الله مفتقراً إليه أن يهديك الصراط المستقيم
ثم تعلمت من  سورة البقرة أن هذا الكتاب هو نهج الهداية إلى الصراط المستقيم فكنت طائعاً مستجيبا متقياً لله مطبقاً لأركان الإسلام والإيمان
وقد عرفت في  سورة آل عمران الأمور التي تعينك على الثبات وتصحيح أعمال قلبك لتظهر على جوارحك
فها أنت تتعلم في  سورة النساء  قيمة العدل والإحسان ورقابة الله عز وجل في عبادتك  وخطورة الظلم الذي قد يزل الإنسان بسببه عن الصراط 

سور عظيمة إن تمسكت بهم فأنت تحقق مراتب الدين الثلاثة
الإسلام   والإيمان  والإحسان

وبعد فليترك  إسم السورة (النساء) في ذاكرتك 
أهمية العدل  وإياك وظلم النساء
وقد قال عليه الصلاة والسلام :
{ استوصوا بالنساء خيرا }

وليترك إسم السورة في ذاكرتك    عظم تكريم المرأة في الإسلام وقد حررها بعد أن كانت تحت عبودية القهر والجاهلية الظالمة

وليترك إسم السورة في ذاكرتك الحذر من ظلم نفسك أو ظلم الناس 
فالله لا يرضى لعباده الظلم
وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

أسأل الله تعالى أن يعيننا على العدل والإحسان ويقينا شر أنفسنا وشر الجهل والظلم
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة

مجموعة تدبر